سورة هود - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (هود)


        


قوله عز وجل: {وَمَآ أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ} لأنهم سألوه طرد من اتبعه من أراذلهم، فقال جواباً لهم ورداً لسؤالهم: وما أنا بطارد الذين آمنوا.
{إِنَّهُم مُّلاَقُوْا رَبِّهِم} يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون قال ذلك على وجه الإعظام لهم بلقاء الله تعالى.
الثاني: على وجه الاختصام، بأني لو فعلت ذلك لخاصموني عند الله. {وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ} فيه وجهان:
أحدهما: تجهلون في استرذالكم لهم وسؤالكم طردهم.
الثاني: تجلون في أنهم خير منكم لإيمانهم وكفركم.


قوله عز وجل: {وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ} احتمل هذا القول من نوح عليه السلام وجهين:
أحدهما: أن يكون جواباً لقومه على قولهم {مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنَا}
الثاني: أن يكون جواباً لهم على قولهم {وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ} فقال الله تعالى له قل: {وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِن اللَّهِ} وفيها وجهان:
أحدهما: أنها الرحمة أي ليس بيدي الرحمة فأسوقها إليكم، قاله ابن عباس.
الثاني: أنها الأموال، أي ليس بيدي أموال فأعطيكم منها على إيمانكم. {وَلاَ أعْلَمُ الْغَيْبَ} فأخبركم بما في انفسكم. {وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ} يعني فأباين جنسكم. {وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً} والازدراء الإحتقار. يقال ازدريت عليه إذاعبته، وزريت عليه إذا حقرته.
وأنشد المبرد:
يباعده الصديق وتزدريه *** حليلته وينهره الصغير.
{لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً} أي ليس لاحتقاركم لهم يبطل أجرهم أو ينقص ثوابهم، وكذلك لستم لعلوكم في الدنيا تزدادون على أجوركم.
{اللَّهَ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ} يعني أنه يجازيهم عليه ويؤاخذهم به. {إِني إذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ} يعني إن قلت هذا الذي تقدم ذكره.


قوله عز وجل: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} يعني النبي صلى الله عليه وسلم، افترى افتعل من قبل نفسه ما أخبر به عن نوح وقومه.
{قُلْ إِنْ افْتَرَيْتُهُ فَعَليَّ إجرامي} وفي الإجرام وجهان:
أحدهما: أنه الذنوب المكتسبة. حكاه ابن عيسى.
الثاني: أنها الجنايات المقصودة، قاله ابن عباس ومنه قول الشاعر:
طريد عشيرةٍ ورهين جرم *** بما جرمت يدي وجنى لساني.
ومعناه: فعلىّ عقاب إجرامي. {وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ} أي وعليكم من عقاب جرمكم في تكذيبي ما أنا بريء منه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8